
وكيل حقوق الانسان في مؤتمر الجامعة الصيفية للحزب الشيوعي الفرنسي في مدينة مونبلييه الفرنسية
الحزب الشيوعي الفرنسي لم يكن يوماً مجرد متفرج على مأساة الشعب الفلسطيني
بل كان ولا يزال فاعلاً في معركة التضامن والأممية. ولهذا السبب فإننا في منظمة التحرير الفلسطينية نراكم ليس فقط حلفاء، بل شركاء في النضال.
اختتمت في مدينة مونبلييه في فرنسا اعمال ندوة الجامعة الصيفية للحزب الشيوعي الفرنسي، الندوة القضايا العالمية والإقليمية المتعلقة بالاعتراف بدولة فلسطين، وفقًا للمتطلبات المتعلقة باحترام القانون الدولي والإنساني والقرارات الأممية، وذلك بمشاركة فلسطينية ممثلة بوكيل دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية ، قاسم عواد .
وخلال كلمة الافتتاح رحب رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي السيد فابيان روسيل بالدكتور قاسم عواد - منسق التحالف الدولي للدفاع الحقوق الشعبي الفلسطيني ، وبالمشاركة الهامه والفاعلة في اعمال ندوة الجامعه الصيفيه للاحزاب اليساريه الاوروبيه ، بمشاركة اكثر من 700 من قاده الاحزاب اليساريه الاوروبيه ، بالاضافه الى المشاركين من الحزب الشيوعي الفرنسي واحزاب يساريه فرنسيه اخرى ، حيث قوبلت مشاركة وفد منظمة التحرير بترحيب حار وهتافات المناصره والمؤيده لفلسطين من الاعضاء المشاركين في الندوة والحزب الشيوعي الفرنسي.
واكد روسيل على اعتزاز الحزب بهذه الشراكة المتنامية مع منظمة التحرير الفلسطينية ومنتدى فلسطين من خلال إطلاق التحالف الدولي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية حق العودة، وأشار إلى أنّ هذا التحالف بدأ يحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع مع انضمام العديد من الفاعلين الدوليين، كان آخرهم 1900 محامٍ من مختلف مقاطعات فرنسا، الذين أعلنوا التزامهم بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأكد روسيل في كلمته أنّ الحزب الشيوعي الفرنسي يقف بثبات إلى جانب مواقف منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفي طليعة هذه المواقف: وقف حرب الإبادة فوراً، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره، ووضع حد نهائي لمشروع الاستعمار الصهيوني المستمر على أرض فلسطين.
وشدد على أنّ الحزب سيواصل العمل مع كافة الشركاء الدوليين والمنظمات الحقوقية والنقابية من أجل تعزيز هذا التحالف الدولي، بما يسهم في رفع الصوت الفلسطيني والدفاع عن عدالة قضيته في مختلف المحافل الدولية.
من جانبه ، اكد عواد خلال كلمته على توجيهات فخامه السيد الرئيس الدائمه بزياده الضغط والعمل من خلال الدبلوماسيه الشعبيه الضاغطه في كل دول العالم ، لزياده المنخرطين والحشد والمناصره في سبيل الدفاع القضايا شعبنا الفلسطيني ، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير ووقف حرب الاباده بحق شعبنا الفلسطيني وصولا الى الاعتراف الدولي في الدوله الفلسطينيه.
وقال عواد" انه ليسعدني ويشرفني أن أكون معكم اليوم في هذه الجامعة الصيفية، وأن أشارك بمداخلتي إلى جانب الرفيق فينسنت بوليه، سكرتير العلاقات الدولية في الحزب، الذي يجسد في عمله اليومي قيم التضامن الأممي التي توحدنا".
ان وجودي هنا ليس مجرد مشاركة في فعالية سياسية، بل هو تجديد للتأكيد على عمق الشراكة التاريخية بين منظمة التحرير الفلسطينية والحزب الشيوعي الفرنسي. هذه الشراكة لم تبدأ اليوم؛ جذورها تعود إلى عقود من النضال المشترك. فمنذ سبعينيات القرن الماضي، كان حزبكم من أوائل القوى السياسية التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وفتح منابره لصوت فلسطين.
وأستذكر عواد لحظة استقبال الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد خطابه التاريخي في الأمم المتحدة عام 1974، حين وقف الحزب الشيوعي الفرنسي بقيادة الرفيق جورج مارشيه إلى جانب فلسطين في وقت سعت فيه قوى عديدة لعزلنا سياسياً، لقد فتحتم أبوابكم لقضيتنا وحملتم صوتنا إلى المجتمع الفرنسي والأوروبي، لم تكن تلك المواقف رمزية، بل تجسيداً لالتزام عميق وثابت، وركيزة أساسية في بناء الشرعية الدولية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
واوضح عواد ان الحزب الشيوعي الفرنسي اذا قال فعل، فانتم حزب عريق، ثابت على مواقفه، لم يتراجع يوماً عن دعم الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في التحرر، وهذه الثباتية هي ما يجعلنا نعتبر الحزب الشيوعي الفرنسي صديقاً وفياً وشريكاً استراتيجياً في مسيرتنا الطويلة نحو الحرية.
واعلن عواد أنه في شهر حزيران من هذا العام، وبالشراكة مع الحزب الشيوعي الفرنسي ، أطلقنا "التحالف الدولي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية حق العودة"، لم يكن هذا التحالف مجرد مبادرة سياسية، بل تجسيد عملي لإرث التضامن الأممي الذي حمله الحزب الشيوعي الفرنسي عبر تاريخه الطويل، وبهذا كتبنا معاً فصلاً جديداً في تعاوننا، يربط الماضي بالحاضر ويمهد لمستقبل من العمل المشترك على المستوى الدولي.
واضاف إن النضال الفلسطيني مستمرمن الانتفاضات الشعبية إلى المقاومة السياسية والدبلوماسية، إلى المعارك القانونية أمام المحاكم الدولية، ونضالنا اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، في مواجهة الإبادة المستمرة في غزة، وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية، واستمرار تهويد القدس.
إن الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليس خياراً سياسياً فحسب، بل هو واجب أخلاقي وقانوني على المجتمع الدولي، إن الاعتراف بفلسطين هو السبيل لترسيخ مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهو أداة لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، وخطوة نحو بناء سلام عادل يقوم على العدالة لا على القوة.
لكننا نعلم جيداً أن هذا الاعتراف لن يتحقق من دون نضال، ولن يُفرض على الحكومات من دون ضغط شعبي وسياسي تقوده الأحزاب التقدمية والنقابات والمنظمات، وهنا يكمن دوركم أيها الرفاق وانتم لم تخضعوا يوما للمصالح أو الضغوط، و إن ثبات الحزب الشيوعي الفرنسي على موقفه من فلسطين يملأ قلوبنا فخراً ويمنح شعبنا قوة إضافية على الصمود.
اسمحوا لي أن أقول بصراحة: إن الحزب الشيوعي الفرنسي لم يكن يوماً مجرد متفرج على مأساة الشعب الفلسطيني؛ بل كان ولا يزال فاعلاً في معركة التضامن والأممية، ولهذا السبب فإننا في منظمة التحرير الفلسطينية نراكم ليس فقط حلفاء، بل شركاء في النضال.
وختم عواد مؤكدا أن شعبنا الفلسطيني سيواصل نضاله حتى يحقق كامل حريته، ويقيم دولته المستقلة، ويعود لاجئونا إلى بيوتهم. إن معركتنا ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل هي جزء من النضال الإنساني العالمي ضد الاستعمار والعنصرية والهيمنة ، فلنواصل معاً، كما فعل أسلافنا، رفع راية الحرية والعدالة، وسنبقى معاً أوفياء لهذه الشراكة التاريخية التي تربط باريس بفلسطين، والحزب الشيوعي الفرنسي بمنظمة التحرير الفلسطينية، حتى يتحقق النصر وتشرق شمس الحرية.