
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني، تعبّر دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية عن صدمتها العميقة إزاء المشاهد المروّعة التي وثقتها الكاميرات ووسائل الإعلام من داخل المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة، حيث تم انتشال أكثر من 78 شهيدًا، غالبيتهم من الأطفال، في مشهد يعكس حجم الإجرام الممنهج الذي ينفذه الاحتلال الإسرائيلي بغطاء دولي وصمت مخزٍ من المجتمع الدولي.
إن استهداف المدنيين، وحرق الأمهات داخل خيام النزوح، وتحويل أماكن اللجوء إلى ساحات قتل جماعي، ليست حوادث فردية أو عشوائية، بل تشكّل نمطًا واضحًا من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، تندرج ضمن سياسة ممنهجة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
إننا في دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني نحمل الإدارة الأمريكية والدول الغربية المتواطئة المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، ليس فقط من خلال صمتها، بل من خلال الدعم العسكري والسياسي والمالي الذي تقدمه للاحتلال. فالصواريخ التي تحصد أرواح الأطفال في غزة تُطلق بأموال وأسلحة أمريكية، والمواقف السياسية المنحازة التي تبرر المجازر تُشكّل شراكة كاملة في هذه الجريمة المستمرة.
إن هذه الجرائم تمثّل وصمة عار على جبين الإنسانية المعاصرة، وتكشف مدى الانحدار الأخلاقي والقيمي الذي وصلت إليه بعض القوى الكبرى، التي تساوي بين الضحية والجلاد، وتغضّ الطرف عن الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق شعب أعزل يطالب بحقه في الحياة والحرية.
وعليه، تطالب دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني بما يلي:
1. تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة توثق الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، وتقدّم مرتكبيها إلى العدالة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
2. مساءلة الدول الداعمة للاحتلال عن شراكتها المباشرة في جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
3. دعم المساعي الحقوقية والإنسانية لمحاكمة قادة الاحتلال ومحاسبتهم على جرائمهم.
4. دعوة الشعوب الحرة في العالم إلى التحرّك الفوري، والخروج في مظاهرات عارمة لكسر جدار الصمت، وفضح التواطؤ الأخلاقي للدول الغربية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وكرامته.
إن صوت الإنسانية الحقيقي يجب أن يرتفع الآن، دفاعًا عن أرواح الأبرياء، وإنقاذًا لما تبقى من قيم العدالة وحقوق الإنسان.
صادر عن: دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني – منظمة التحرير الفلسطينية
التاريخ: 25 نيسان/أبريل 2025